[[ نجوم من بلادي .. الجزء الخامس .. سالم سعد - رحمه الله تعالى ]]

بسم الله الرحمن الرحيم



سالم سعد - رحمه الله تعالى









رحل عنا من جلب السعد لنا ولمحبيه مرات ومرات..



رحل من كان سالما من عيوب أقرانه وأصحابه على النجيل الأخضر من ذلك النادي الأخضر العربي الجميل من دار الحي وغيره من أنديتنا العزيزة علينا..





*********



رحل سالم سعد والذي طرق باب الثلاثين من قريب وولج بيت العقد الثالث من العمر بعهد ليس بعهيد.. في وقت لم يشك أحد أن رياح العمر ستحمله الى ما هو أبعد من ذلك.. ولكنها مشيئة المولى عز وجل وقدره وقضاؤه, والذي لا يستقيم أمر إيماننا من دونهما..





**********



كل من رآه ..أعُجب بابتسامته ودماثة ِ خلقه قبل روائع اختراقاته بل وجميل موهبةٍ حباه الله إياه من مراوغةٍ منقطعة النظير.. بل وسرعة كبيرة كطائرة نفاثة في الفضاء..





*********



من ينسى تلك اللحظات عندما توجه "وجه السعد.. سالمنا" إلى جمعة ربيع يحيه بحرقة وحرارة بالفوز ببطولة كيرين الودية في اليابان .. بل وبعدها استلام كأسها من يد الحاضر في القلوب المبتعد عن الملاعب – فيصل خليل..



بل وكم كان جميلاً وأن يحمل "سالمنا" كأسها ويطوف بها جنبات استاد طوكيو.. وهو وزملاؤه يرددون.. "كليناهم ..كليناهم".. كم كان ذلك جميلاً في ظل تواجد مدرب مواطن بين ظهراني منتخبنا الأول يومها..





********



يا سالم .. إنك وأن لم تكن من جيل ذهبي مونديالي .. كنت من ذلك الجيل الذي جلب أول كأس للمنتخب الأول في تاريخه وتاريخ دولتنا الفتية في بطولة رسمية .. كم كان رائعا تواجدك في ذلك الوقت مع ذلك جيل..



يارباه.. وفرحتك تلك كانت تغمرك وآسرة لبك وقلبك وفؤادك .. كيف لا وذلك السرور واضح وبادي وجلي عليك يومها مع ثلة كانت في قمة تميزها آنذاك..



كنت يا سالم بن سعد مع إسماعيلنا وماجدنا ورحيمنا وبشيرنا وراشدنا وفيصلنا ونوافنا وسبيتنا وشقيق زهيرنا .. وغيرهم..





*********



كُتب لك يا سالم أن لا تترك ناديك إلا بحثا عن الفرصة والتألق علك أن تعود لتلك الفانيلة البيضاء الجميلة.. شعارمن تُيمت بعشقها وأفعم قلبك بحبها وأُشرب فؤادك بهيامها .. إماراتنا وفانيلة منتخبنا الأول..





*********



كُتب لك أن تجلب لناديك بطولة بعد طول غياب .. وهيهات أن ينسى فضلك فيه كل من يعتز بانتمائه لهذا الصرح الكبير - بيتك الأول – نادي الشباب العربي الثقافي الرياضي..





صرح الكبار.. كالشيخ سعيد بن مكتوم القائد..يوسف السركال .. أحمد بالحصا .. سالم سعيد..عبدالله صقر.. المتألقان سعيد صلبوخ وعبد القادر حسن..ورفيقا الدرب عيسى صنقور ويوسف عزير في الثمانينات.. بل وأخواك وما أدراك .. الاسطورتان الكرويتان خميس وبخيت سعد .. وهبيطة وكثيرون غيرهم (أقول هذا على سبيل المثال لا الحصر)..





*******



ياسالم .. أيها الشاب يابن الشباب.. يامن كنت تبحث عن النصر دوما .. فشاءت المقادير أن تكون مع نادي النصر منه وفيه.. لاعبا مسجلا لديه .. وتسقط على ملعبه الأزرق العريق .. لتكونا نصراويا إلى الأبد.. وبذلك جمعت بين اللونين الأخضر والأزرق وحبِ كل من أحبهما وهام في عشقهما..



********



لا أريد أن أطيل هنا .. لا لا بل وأعتذر إن أطلت - ولكن أريد أن أنقل ما قاله المتألق دائما استاذ الأدب والخلق الرياضي الرفيع المدير التنفيذي حاليا المتألق في حراسة المرمى سلفا عبد القادر حسن في موقع الجوارح هذه الكلمة عن فقيدنا قبل انتقاله الى عميد الكرة الإماراتية "نصرنا الجميل"..



قال عبدالقادر : اما بالنسبة لسالم سعد فيعزعلى كل شبابي ان يشاهد سالم سعد وهو يدافع عن ألوان ناد آخر، لكن “الطراد” لم يجد الفرصة الكاملة في الموسم الماضي ... لذا قررنا وضعه على لائحة الانتقالات من اجل منح سالم فرصة اللعب والدفاع عن الوان ناد آخر، وقد جاء الانتقال الى صفوف النصر على سبيل الاعارة ولمدة موسم واحد، وهذا دليل على تمسكنا به.."





*******





ويبقى كل ما سطره يراعنا المعتصر بالأسى وما خطته أنامل الحزن هذه.. ما هو إلا غيض يسير من فيض كثير من جميل سيرته وروائع مسيرة فقيدنا الكروية..



*******



أقول: يعز علينا فراقك أيها الطراد.. أيها الموهوب.. أيها الخلوق.. أيها البشوش.. إن العين تدمع وإن سويداء قلوبنا لتتفطر حزنا فيك وألماً عليك .. ولا نقول أبداً ما يغضب ربنا سبحانه وتعالى .. وإنا لفراقك يابن الأكرمين .. يا سالم سعد.. لجد محزونون..



أهلَ الفقيد وكلَ محب لسالم: أعظم الله أجركم وأحسن عزائكم.. لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار..



وإنا لله وإنا إليه راجعون





*******



وأقول لعل..لعل.. لسان حال محبيه ومقال معجبيه ما قاله ابن الرومي رثاءً في ابنه محمد:



وأنت وإن أفردت في دار وحشةٍ *** فإني بدار الأنس في وحشة الفردِ

أود إذا ماالموت أوفد معشراً *** إلى عسكر الأموات أني مع الوفدِ



وأنا أقول مكملاً أبيات بن الرومي.. سلوة للروح وعزاءً لسالم سعد:




عليك سلام الله مني تحية *** ومن كل غيثِ صادقِ ِ البرق ِ والرعدِ





أخي القارئ والناشئ واللاعب حيث كنت .. اعلم أن حال الدنيا هكذا فاستعد لما بعدها .. كما قال الشاعر-أبو البقاء ابن الرندي:





لِكُل شَيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ *** فَلا يُغَر بِطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ

هيِ الأمُوْرُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ *** مَنْ سَرهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أزْمَانُ

وهَذِهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلِى أحَدٍ *** وَلاَ يَدُوْمُ عَلى حَالٍ لَهاَ شَانُ





****



وفي الختام



أيها إخوتي وأخواتي الأعزاء.. يقول الله في كتابه العظيم:



] يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [ ...



أدعو لأخينا ولفقيدنا سالم سعد بالتثبيت فإنه في هذه الأوقات يسأل..



و



"اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم،" .. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..





*****



شكراً لكم ..



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



إمارات الخير..

" الحزين على فراق نجم من نجوم بلاده .. سالم سعد -



رحمه الله تعالى رحمة ً واسعة ًوأسكنه فسيح جنانه.. المتوفى في أول أيام ذي الحجة الفضيلة 1430 هجرية.. الموافق 18 نوفمبر 2009 ميلادية..



*****



"واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** والجار احمد والرحمن ناشيها"